
هويتنا إيماننا بعقيدتنا واعتزازنا بالإنتماء إليها ، واحترام قيمها الحضارية والثقافية، وشعائرها الإسلامية، والاعتزاز والتمسك بها، والقيام بحق الرسالة وواجب البلاغ، والشهادة على الناس
الخميس، 17 سبتمبر 2020

أخلاق العار والدمار
1- كي نستقبل
عالم....ما بعد كورونا
د. مجدي هلال
بإذن
الله تعالي ستمضي هذه الغمة (عساه قريباً ) وسيولد عالماً جديداً بعد أن حصدت
البشرية ويلات مازرعت وعاينت جبرت فيروس ضعيف فرض عليها الحصار والحرمان والكساد
والقهر رغم ترسانات الأسلحة المدمرة والإمكانات التكنولوجية الفائقة والارصدة
والعلاقات والنفوذ والمباني المبهرة والإعلام المهيمن
وهكذا
تمضي سنن الله في خلقه وتظهر حقيقة العوار والعجز البشري وتناقضات عالم
التريليونات وعالم النفايات وموت الضعفاء وحماية الأقوياء أمام فيروس
كوفيد19 وتتجلي حقيقة قوة الأقدار في تغيير المعادلات وإعادة الإبصار في
آيات الله المرئية والمقروئه (حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا
وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا
أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ
بِالْأَمْسِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزخرف:24]
بإذن
الله تعالي ستمضي هذه الغمة (عساه قريباً ) فالله لم يخلق شراً قط وجعل مع كل عسرٍ يسرين، فهكذا يقيننا
وتوكلنا على الله وهكذا علمتنا الجائحات الماضيات عبر تاريخنا البشري فكل جائحة
يأتي بعدها عصر جديد وتغيرات أخلاقية وفكرية
وأيدلوجية وجوسياسية
فقد
إجتاح الطاعون روما سنة 165م ثم قارة أوروبا وشمال أفريقيا ووسط وغرب أسيا
فأضعف الكيان العسكري والديني للدولة
الرومانية حتى أسقطها
ثم
إجتاح الطاعون الدولة البيزنطية في عصر
جستنيان 541م وكذلك الدولة الفارسية قبل ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي
ثلاثين سنة وتسبب في ضعفهما وسقوطهما
وميلاد الدولة الإسلامية
ثم
أجتاح فلسطين طاعون عمواس 630م وكان أشد من سابقه فقتل أكثر من نصف سكان المنطقة
ثم
أجتاح أوروبا سنة 800م موجه أخرى من الطاعون وترك أثراً بالغاً ثم
إجتاح العالم الطاعون الأسود عام 1348 م
الذي حصد 40 % أي مائتي ألف من سكان
العالم (أغلبهم من الفقراء ) وكانت جنازات الأموات في القاهرة في اليوم
الواحد عشرين ألف جنازة وأنهي هذا الطاعون
منظومة نبلاء وبابوات العصور الوسطى وبداية عصور النهضة والرقي والأزدهار الحضاري
الإسلامي إبان القرن الرابع عشر فكان ذلك
عقب الطاعون الأسود أو الطاعون الكبير ثم تبدلت الأحوال وغلبت الصراعات حتى إجتاح
العالم وباء H1N1 أو الأنفلونزا الاسبانية
لمدة عامين من 1918م الى 1920 م
بعد الحرب الأولى (التي أنتشر خلالها
الطاعون ) وقد أصاب هذا الفيروس أكثر من 500 مليون إنسان و حصد أرواح أكثر من 100
مليون إنسان فكان بعدها سقوط الخلافة وتقسيم العالم الاسلامي والعربي ثم تحور هذا
الفيروس وأعاد إنتاج ذاته في 2009م باسم
انفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور وما زامنه من مشكلات وكساد وانهيار بعض
اقتصاديات دول حتى جاء فيروس هانتا وفيروس
كورونا كوفيد19 وهو الجيل السادس الذي ليس له علاج إلى الآن وقد وضع جميع دول
وشعوب العالم في حالة حصار وتعطل عجلة الحياة بالكامل وتساوت فيه الأفراد والشعوب والجماعات فالكل اصبح مسجون ومحاصر ومسلوب الحرية ومقيد الإرادة ومنتظر الموت مما تسبب في خسائر تفوق أي تصور
وتنذر بإفلاس وسقوط تام لكيانات ومشروعات
وأنظمة ودول
ويتوقع الخبراء
إنهيارات إقتصادية أشد من الكساد
العظيم 1929 م وأزمة 2008 م
وتحول
ثقل القيادة الاقتصادية عن أمريكا
وأوروبا إلى أسيا (الصين وعودة الروح لبعض
النمور الاسيوية وتركيا ) وخروج آخرين عن الحلبة
وتراجع الإتجاهات
المادية والوجودية لصالح
الغيبيات والتدين العام والخطاب الأخلاقي
والاتجاه الحتمي لتطوير الخطاب الديني اليهودي والمسيحي والإسلامي وفكرة العدالة والحياة الكريمة
وإعادة
تقييم العلاقات والتحالفات وسحق الوكلاء
وإدارة الصراعات في ضوء التحولات الجديدة
وبدء
تحولات وتغيرات في كيانات ومنظمات دولية
وإقليمية
وتصويب
الخطاب الإنساني ليعلوا فوق المصالح
والأيدلوجيات وطرح فكرة الإنسانية والتعايش
والحياة
تنامي ضغوط لكشف عمليات وثروات غير شريفة لدول
وكيانات ورموز
بلورة
فكرة صراع الحضارات
مجدي هلال